أفكار آسيوية 9: انتفاضة العنابي وطريق البطولة

من طرف **hima** الخميس يناير 13, 2011 10:34 am

عاد المنتخب القطري إلي منافسات وأجواء كأس الامم الآسيوية من جديد بعد الفوز الكبير الذي حققه علي المنتخب الصيني بهدفين نظيفين، ليترجم عن رغبة صادقة من لاعبي العنابي ومدربهم الفرنسي ميتسو ، في تغيير الانطباع الكارثي الذي تركه هزيمة الفريق بعد عرض فني متواضع لعبا ونتيجة امام اوزباكستان في ليلة افتتاح البطولة .

الانقلاب الكبير في مستوي الفريق في الاداء الفني واللياقة البدنية والذهنية والتركيز والروح القتالية التي ظهر به العنابي امام الصين ، يؤكد ان الفريق في المباراة الافتتاحية كان في حالة انهيار نفسي ومعنوي ، ولم يتم إعداده بشكل علمي واحترافي ، مما أدي إلي خسارته وظهوره بشكل أغضب الجماهير وأثار استياء النقاد ، وهو ما تم تداركه امام الصين بطريقة مسحت الصورة المحبطة لمباراة الافتتاح .
وأول من أصلح الاخطاء هو المدرب ميتسو الذي قام بإحداث تغييرات مهمة في التشكيل وطريقة اللعب، فقد استغني في البداية عن ثلاثة لاعبين اساسيين بدأ بهم المباراة الاولي وهم حسين ياسر المحمدي وفابيو سيزار وجار الله المري، لان هذا الثلاثي خذله بالتقصير في الواجبات الدفاعية في خط الوسط ، كما فشلوا في تحقيق المساندة الهجومية الفعالية خلف رأس الحربة سيباستيان سوريا ، وهو ما قام ميتسو بتغييره أيضا على مستوي طريقة اللعب التي تحولت من 4/2/3/1 إلي 4/4/2 ، مع تغييرات عديدة في الادوار والتفاصيل الصغيرة ، والثلاثي الذي دخل المباراة ولعب الدور الحيوي في توازن الاداء القطري كانوا هم : يوسف أحمد بديلا لجار الله المري ، وحامد اسماعيل ومحمد السيد جدو في خط الوسط بديلين لفابيو سيزار وحسين ياسر .. وكان لهذا الثلاثي الاكثر حماسا وقوة وحيوية واندفاعا بدنيا ، أثر كبير فعلا في ضبط إيقاع خط الوسط ومساندة لاعبي الارتكاز وسام رزق ولورانس،فأصبح خط الوسط أكثر قوة وتماسكا وربطا بين الدفاع والهجوم ، وكما نجحوا في الادوار الدفاعية ، ساهموا ببراعة في المنظومة الهجومية التي دعمها أيضا الظهيرين وأدي لاعبو العنابي جميعا بإرادة الفوز والرغبة في إصلاح الصورة ، وتحقق لهم ما أرادوا ، فارتبك الفريق الصيني وتفتحت الثغرات في صفوفه ، كما فشلت عمليات الهجوم المرتد التي يجيدها ، وفي المقابل لاحت العديد من الفرص لمهاجمي العنابي وتواصلت عملية إهدار الاهداف السهلة وخاصة من سيباستيان سوريا.

وبعيد ا عن الثناء علي الكثير من ايجابيات أداء العنابي سواء على المستوي البدني او الفني او الروح المعنوية العالية ، فإن هدفي العنابي جاءا بجهد استثنائي وأداء فني مميز من اللاعب الصاعد يوسف أحمد الذي لم يكن له أي دور في المباراة الاولي ، وكان النجم الاول امام الصين مما يعني تقصير المدرب تجاه هذا اللاعب وتجاه فريقه ، والاهم ان هدفي يوسف أحمد الرائعين لم يكن ممكنا للاعب آخر أن يسجلهما من وضع وتمركز بالغ الصعوبة ولولا امكاناته البدنية والفنية العالية ، لم يكن ممكنا تسجيله هدفي المباراة ، ولكان العنابي في مأزق ، وهذا يعني ان مشكلة التهديف وانهاء الهجمات لا تزال باقية حتي إشعار آخر في الفريق المضيف ، وستبقي مباراة الكويت في الجولة الثالثة مشكلة كبيرة امام العنابي ولن يتمكن من تجاوزها بنجاح وتحصيل نقاطها الثلاث الا باستلهام روح الاداء والمعنويات والبراعة التكتيكية والاندفاع البدني الذي نجح من خلاله القطريون في عبور سور الصين العظيم ، ولكنهم سيواجهون العديد من المشاكل بلا شك امام الازرق بطل خليجي 20 الذي سيلعب للدفاع عن سمعته الخليجية، قبل ان يلعب من أجل إنقاذ فرصته المعقدة للعبور إلي دور الثمانية والآسيوي على حساب الكويت والصين .