سالى زهران ... عروسة الحرية

من طرف **hima** الأربعاء فبراير 09, 2011 8:49 am

سالي يا أجمل زهرة..
سالي يا أعظم ثورة..
سالي يا عروس الحرية..
يا أشجع خطوة..
قادتنا لبكرة..
سالي يا عنوان مصر..
روحك في الجنة..
ساكنة أجمل قصر..
***

سالي يا روح مصر..
يا بطلة..
يا زعيمة..
يا صفحة بيضا ..
أنهت أسود عصر..

***
سالي يا نوارة..
روحك في الجنة..
ساكنة أجمل قصر..
***

سالي زهران..
يا جميلة ..
يا ملاك طاهر..
زار مصر..
روحك في الجنة..
ساكنة أجمل قصر..
***

بعض من شعري أهديه إلي روح البطلة.. عروس الحرية سالي زهران.
ليت كل شاعر مصري يكتب قصيدة باسم أحد شهداء الحرية. الذين ضحوا بأرواحهم في ثورة 25 يناير المباركة. من أجل تحرير مصر من الظلم والفساد والطغيان.. يجب أن نخلدهم.. نكتب لهم القصائد والأغاني.. ونزين بقصص بطولاتهم صفحات التاريخ.

يجب أن نطلق أسماءهم علي الشوارع والميادين.. وننحت في الجرانيت تماثيل نصفية لهم نضعها في ميدان التحرير.. أو نقيم تمثالاً نصفياً لكل منهم في المنطقة التي استشهد فيها.
إنهم ثوار 25 يناير ..2011 الذين حرروا مصر من أسوأ احتلال شهدته في تاريخها الطويل.. احتلال الفاسدين واللصوص والطغاة والخونة الذين نهبوا مصر واستعبدوا شعبها.
***

لقد اخترت اسم "سالي زهران" عنواناً لمقالي.. وعندما بدأت الكتابة وجدتني أكتب لها شعراً.. رغم أنني لم ألتق بها قط. ولا أعرف عنها الكثير.. لكنني بكيتها.. ووجدتني أحزن لفراق من لم ألتق بها يوماً..!

"سالي زهران" واحدة من زهرات مصر الجميلات. اللاتي خرجن للمشاركة في "الثورة المباركة" ضد الفساد والظلم والطغيان.. خرجت الجميلة البريئة لتعبر عن غضبها بطريقة حضارية في يوم "جمعة الغضب".. لكنها ما كادت تدخل ميدان التحرير. حتي وجدت نفسها.. بجسدها النحيل.. تواجه بلطجياً من بلطجية النظام الفاسد. ينهال علي رأسها ب "الشومة".. فتدور بها الدنيا وتشعر بالألم. فتتمالك وتعود إلي بيتها. فتلقي ربها شهيدة بسبب نزيف داخلي في المخ.. لقد أتلف مخها من لا مخ له..!!

فسلاماً عليك يا سالي.. يا شهيدة.. يا عروس الحرية.
وسلاماً علي كل الشهداء من شباب مصر.. الذين تصدوا بأجسادهم النحيلة لجحافل الشر ممن تجردوا من الضمير الوطني ومن كل حس إنساني.. فأطلقوا الرصاص الحي علي شباب مصر. وداسوا عليهم بالمصفحات.. فقتلوا أكثر من ثلاثمائة شهيد وأصابوا أكثر من خمسة آلاف.
إننا نغني لكم الآن في ميدان التحرير يا كل شهداء ثورة 25 يناير الأبرار..

أتسمعوننا.. نغني لكم:
نام يا شهيد وارتاح..
حنواصل الكفاح..
نام يا شهيد واتهني..
واستنانا علي باب الجنة..

بسم الله الرحمن الرحيم:
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" "فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون".. الآيتان رقم 169 و170 من سورة البقرة.
***

انظروا إلي أجساد الشهداء الذين سقطوا في ثورة 25 يناير.. كلها نحيلة.. لكنها مفعمة بالشجاعة والرجولة والوطنية..!
لقد أثبت شباب مصر للعالم أن الشجاعة أقوي من الرصاص..!
وأن الرجولة أقوي من الدروع..!
وأن الوطنية أقوي من المصفحات..!

لقد انتصروا علي قوي البغي والظلام في معركة التحرير.. خافت منهم جحافل الشر ففرت من أمامهم كما تفر الجرزان.. فحول شباب الثورة ميدان التحرير والشوارع المؤدية له إلي معرض مفتوح للمجنزرات والمصفحات المحترقة التي تركها الفارون..!!
لقد أنهي شباب مصر بثورتهم زمنا كنت أصفه في شعري بهذه الكلمات:

هذا زمن أغبر..
زمن أضحت فيه كلاب مدينتنا فرسان..
الفرسان كجرزان..
الجرزان كفرسان..
مات الإنسان الإنسان..

وكنت أصف حالنا في قصيدة أخري بهذه الكلمات:
من هول مصيبتنا..
أن القاضي يزني كل مساء..
يشرب حتي الفجر..
لا يعرف معني الحكمة..
لم يقرأ سطراً في كتب العدل..
لا يسمع صوت الشعب..
إلا بمحض الصدفة..
***

إن أجمل ما في ثورة 25 يناير المباركة.. أنها ثورة شعبية حتي النخاع.. بلا قيادة.. أن عدم وجود قيادة لها. هو أهم أسباب قوتها واستمرارها.. لأنه لو كان لها قائد.. أو مجموعة من القادة. لأمكن احتواؤهم. أو زرع الفرقة بينهم. أو حتي تصفيتهم.. إنني أقول لشباب هذه الثورة: اثبتوا.. وارفضوا كل المحاولات التي تدعوكم إلي اختيار قادة لكم. لأن هذه المحاولات تستهدف تصفية ثورتكم..!!

أجمل ما في هذه الثورة.. أنها حافظت علي نقائها الثوري.. فلفظت كل من ذهبوا إلي ميدان التحرير لركوب الموجة والظهور علي شاشات الفضائيات بعباءة ثورية.. والعباءة منهم براء..!

أجمل ما في هذه الثورة.. أنها طردت لصوص الشعب الذين تاجروا بآلامه من بيتها "ميدان التحرير".. وأبقته حصنا منيعاً في وجه كل الإنتهازيين.. والشوائب التي طفت علي سطح حياتنا السياسية في الثلاثين عاماً الماضية.. سواء تحت مظلة الحزب الحاكم.. أو مظلة من تسمي نفسها زوراً ب "أحزاب المعارضة".

أجمل ما في هذه الثورة.. ذكاء شبابها.. الذين فكروا وخططوا ونفذوا أول ثورة في تاريخ البشرية بسلاح سحري اسمه: "الإنترنت".
أجمل ما في هذه الثورة.. الدقة والتنظيم وسرعة التكيف.. واليقظة التامة تجاه أية محاولة لإجهاضها.. وتوفير كل الاحتياجات "اللوجستية" للثوار المرابطين في ميدان التحرير.

أجمل ما في هذه الثورة.. أنها بيضاء سلمية.. رافضة لكل أشكال العنف.. تعانقت مع الجيش. وهتفت لجنوده عندما وصلوا إلي ميدان التحرير بدباباتهم ومدرعاتهم: أهلاً مرحبا بالشجعان.. نورتونا في الميدان..!!

إن ثورة شباب 25 يناير في مصر.. أعظم من ثورة غاندي في الهند.. وأعظم من كل الثورات التي عرفها العالم في التاريخ الحديث..!
فتحية للذين صنعوا هذه الثورة.. وتحية لكل الشهداء الذين سقطوا من أجل أن تستمر