أفكار آسيوية 10: فعلها النشامي .. وأبعدوا الأخضر!

من طرف **hima** الخميس يناير 13, 2011 11:16 am

غادر الاخضر السعودي – أحد الابطال التاريخيين للكرة الآسيوية – المونديال القاري الاصفر رقم 15 بالدوحة من الباب الخلفي في واحدة من أسوأ مشاركاته في تاريخ البطولة عندما تلقي الهزيمة الثانية علي التوالي في المجموعة الثانية للبطولة امام منتخب النشامي الاردني بهدف مقابل لا شيء في ثاني المفاجأت الكبيرة في البطولة ، وتلقي الضربة الثانية علي التوالي بعد هزيمته الاولي 1 / 2 امام منتخب نسور سوريا ، وأصبح الاخضر السعودي أول فريق يغادر البطولة رسميا بعد الجولة الثانية ، وتبقي له مباراة شرفية في الجولة الثالثة يلعبها امام اليابان في محاولة لانقاذ ماء الوجه والدفاع عن البقية المتبقية من كبرياء الكرة السعودية ، وربما يخدم من خلال هذه الظروف ، شقيقيه العربيين السوري والاردني اللذين فازا عليه في أقوي مفاجأتين في البطولة ، واللذين يمثل لقائهما معا في الجولة الثالثة الحاسمة صراعا لتأكيد التأهل - وكلاهما جدير به - خاصة إذا ما قدم لهما الاخضر هدية بسيطة بإيقاف قطار الساموراي الياباني .
وتأكدت مغادرة الاخضر السعودي لان الثلاث فرق الاخري ضمنت جميعها تجاوز رصيد النقاط الثلاث التي يمكن للاخضر الوصول إليها كحد أقصي .

وبعيدا عن قيادة مدرب الطواريء ناصر الجوهري الذي حل بديلا للمدرب المخلوع البرتغالي بيسيرو ، فلم يكن اللاعبون في حالة فنية وبدنية تمكنهم من حسم تفوقهم في السيطرة والاستحواز وتحويل الفرص العديدة التي لاحت لهم إلي أهداف اوالتغلب علي أنظمة الدفاع الكروية الحديثة التي أصبحت جوهر كرة القدم العالمية والتي لعب بها المنتخب السوري ثم المنتخب الاردني، وكلاهما تحول منها الي حالة الهجوم المرتد الخاطف او تبادل الهجوم بعد انهاك المنافس المهاجم وإصابة معنوياته وقدراته البدنية ثم خطف أهداف قاتلة تجعل المنافس الاقوي يخرج خاسرا، وهذه صورة طبق الاصل تعرض لها الاخضر السعودي باثنيين من مدربيه امام نسور سوريا بقيادة تيتا فاليريو ، ثم في مواجهة النشامي بقيادة عدنان حمد
لعب ناصر الجوهر بطريقة 4/ 4/ 2 الكلاسيكية الهجومية ، ولكن برباعي الوسط مختلف ، بعد استبعد ثلاثة من التشكيل الاساسي والاحتياطي شاركوافي مباراة سوريا ، وهم مناف أبو شقير ومشعل السعيد وأحمد عطيف ، لكن من حلوا محلهم مثل محمد الشلهوب وتيسير الجاسم وعبده عطيف ثم بديله نواف العابد، لم يقوموا بما هو أفضل من زملائهم ، ونفس الشيء لثلاثي الهجوم ياسر القحطاني وناصر الهزازي وثالثهما ناصر الشمراني الذي شارك بديلا للشلهوب في النصف ساعة الاخير ، وهذا الثلاثي كرر أخطاء مباراة سوريا بالرعونة في استغلال الفرص المتاحة والفشل في الصراعات الارضية والهوائية في الكرات المشتركة وظهر ضعف اجسادهم مقابل الاجسام القوية لمدافعي الاردن وسوريا .

الكثير من اللوم والعتاب وردود الفعل العارمة ستتصاعد بعد الهزيمة الثانية والخروج المحبط وخيبة الامل الكبيرة للمنتخب السعودي ، وسيسال الكثير من الحبر والكلمات العنيفة في برامج " التوك شو" الرياضية ، و ربما تتجدد مشروعات تطوير الكرة السعودية من الجذور التي كادت تطيح بالامير سلطان بن فهد قبل عدة سنوات ورغم توافر عشرات المواهب الكبيرة من لاعبين تنجبهم الملاعب السعودية كل عام ، فقد وصلت الكرة هناك إلي اسوأ مردود لها منذ فترة طويلة بنتائج مخيبة للأمال وفشل متكرر علي كافة الاصعدة في تصفيات المونديال وكأس الخليج واخيرا كأس أمم آسيا .

بدأت الازمة السعودية ولاأحد يستطيع أن يتنبأ بما يمكن أن تصل إليه، ولا المنعطفات التي ستمر بها ، ومن يمكن أن تطيح بهم من فوق المقاعد الوثيرة في الاتحاد السعودي ، وهل يحسم الامر قرار من أعلي القيادات في المملكة .. هذا ما تترقبه أوساط الكرة والشارع الكروي في السعودية ومنطقة الخليج والوطن العربي ، بل والقارة الصفراء علي اتساع أطرافها .

أما منتخب النشامي الكبير المتعملق ومدربه الرائع ونجومه الابطال الذين كانوا اسما علي مسمي ، والذين لم نعطهم – نحن وباقي الزملاء الاعلاميين - ذرة من حقوقهم وروعة تألقهم ، فيستحقون مقالا تحليليا عاجلا نكمل به الصورة ، فقد فاز الاردنيون عن جدارة ، ليس لان المنتخب السعودي كان سيئا فقط ، بل لان نجوم النشامي كانوا في المستوي وقهروا التحدي وكانوا الافضل ولم ترهبهم أسماء نجوم الاخضر السعودي وهم يستحقون التهنئة والنجومية .. وان شاء الله نبارك لهم التأهل بجدارة الي دور الثمانية.