هل تٌعلن وفاة الكرة العربية في آسيا ؟
منتديات كورة :: كرة قدم :: الارشيف الرياضي :: كأس اسيا2011
صفحة 1 من اصل 1
هل تٌعلن وفاة الكرة العربية في آسيا ؟
يقول الشاعر المصري الراحل صالح الشرنوبي : قد آن للساق التي تشردت أن تستكن!.. فهل آن للكرة العربية التي صالت وجالت في أنحاء القارة الآسيوية طويلا ، وسجلت انتصارات وحفرت بصمات ووضعت أقدامها طويلا علي القمة الآسيوية، أن تستكن وتستريح ، لتتأمل أوضاعها وما وصلت إليه من تراجع وتقهقر، فبعد موجات الاحتكار العربي بخمسة ألقاب ومشاركة مرات عديدة في المباريات النهائية، بل والانفراد بالمباراة النهائية عربية الاوكسجين والملامح والطرفين في أكثر من بطولة، أخرها النسخة الاخيرة عام 2007، هاهم العرب يخرجون لاول مرة منذ 38 عاما صفر اليدين ، بهدوء قاتل وبلا صخب من دور الثمانية ، بلا ممثل او سفير واحد في المربع الذهبي
.. كان هذا خلاصة ما خرجت به بعد الخسارة والوداع الحزين لمنتخب أسود الرافدين من دور الثمانية امام الكانجارو الاسترالي بهدف خاطف بعد ماراثون طويل من الصراع الدرامي وتبادل الهجوم والفرص الخطرة وصراع الافكاروالتكتيكات، لتنتهي المباراة الاطول في البطولة الآسيوية ، بوداع حامل اللقب وضياع الكأس ، وخروج آخر سفير عربي .
خروجنا من البطولة الآسيوية المقامة علي الارض العربية في الدوحة ، بالطبع ليس كخروجنا العربي والاسلامي من الاندلس بعد سقوطها ، ولذلك فهو لايستحق ان نذرف الدموع عليه ، ولكن هل سننتبه للغزاة القادمين من شرق القارة ومن أواسطها، الذين سحبوا البساط من تحت أقدامنا، وألغوا تفوقنا واحتكارنا العربي في القارة الصفراء ، فغبنا عن منافسات الاربعة الكبار في البطولة القارية ، كما غبنا لاول مرة منذ فترة طويلة عن نهائيات كأس العالم.. وأتساءل هل كان غياب فرسان الاخضر السعودي عن نهائيات المونديال الاخير، ثم كبوتهم الاخيرة في الدوحة ، وما تلاه من انتشار العدوى، وتتابع الخروج العربي من البطولة حتي سقوط أسود الرافدين في المعركة الاخيرة، بمثابة إعلان لوفاة الكرة العربية في آٍسيا ؟!
ورغم أن السؤال السابق، يعتبر – من الناحية البلاغية - سؤالا استنكاريا ولاينتظر إجابة ، غير أني سأجيب بوضوح ، بأني لا أعتبر هذه الكبوة وذلك السقوط ، سوي سقوطا مؤقتا وكبوة عابرة لجواد أصيل ،لا يلبث أن ينهض وينتفض من جديد، ليعود مغواراً، يخوض المعارك ويجندل المنافسين ويحقق الانتصارات ويحرز البطولات ويرفع الكؤوس .
وبعيدا عن هذه الخواطر والافكار التي تسيطر الان علي كل عربي سواء في آسيا او افريقيا ، أعود الي الماراثون العراقي الاسترالي الذي تابعناه بعواطفنا ودعائنا حتي لاينطفيء المشعل العربي الاخير في البطولة ، وبالذات حينما يكون حامل هذا المشعل هو البطل المستهدف من الجميع ، وقد تعرض أسود الرافدين لضغوط استرالية رهيبة من البداية في محاولة لاحراز تفوق مبكر من عمالقة الكانجارو ، ولكن العراقيين أظهروا بسالتهم المعروفة وامتصوا الغضب الاسترالي طوال ربع الساعة الاولي ، حتي بدأوا يدخلون أجواء المباراة ويشاركون في السيطرة والاستحواز ، ومن ثم تبادل الهجوموالضغط وتهديد المرمي .
ولان الفريقان متشابهين في امتلاك البنيان القوي وعناصر الاندفاع البدني والمهارات الفنية واللعب بإرادة الفوز وحسم المباراة بأسرع وقت ، ولان مدربا المنتخبين المان ، وهما سيدكا مدرب الاسود واوسييك مدرب الكانجارو ، فقد لعب الفريقان بنفس الطريقة 4/4/2 الكلاسيكية دفاعا وهجوما بتحمل عناصر الوسط مسئولية كبيرة في المساندة الدفاعية والدعم الاضافي للهجوم ، وقد تمركز في الوسط العراقي لاعبي الارتكاز نشأت أكرم وقصي منير فقاما بدور مهم لتقوية الدفاع المبكر مع تركز الدعم للهجوم علي الجناحين مهدي كريم وهوار ملا محمد ، وتبادل رأسي الحربة يونس محمود وعماد محمد التحركات للتنسيق ، وفي الجانب الاسترالي تكرر الشيء نفسه بتمركز مدافعي الوسط جديناك ووكارل فاليري لمساندة الوسط، مع تفرغ للجناحين بريت هولمان وماي مكاي، لمؤازرة رأسي الحربة هاري كيويل وتيم كاهيل ، وكما تعرض يونس وعماد لرقابة مضاعفة من لوكاس نيل وساسا قلبي دفاع استراليا ، لم يهنأ كيويل وكاهيل علي الكرة في منطقة الجزاء العراقية بفضل رقابة باسم عباس وعلي رحيمة او سلام شاكر ، وفي الشوط الاول لاحت بعض الفرص لاستراليا ، لكنها مرت بسلام بفضل يقظة الدفاع والحارس محمد قاصد ، أما الشوط الثاني ، فقد شهد انتفاضة عراقية أثمرت العديد من الفرص الضائعة التي أهدرها المهاجمون برعونة كبيرة وخاصة عماد محمد ويونس ، ثم مصطفي كريم بعد نزوله بدلا من مهدي كريم في الشوط الثاني .
ورغم ان المنتخب الاسترالي سنحت له أيضا بعض الفرص الخطرة من ساسا وكيويل وجديناك ، فإن فرص العراق كانت الاخطر ، حتي عندما امتدت المباراة إلي وقت إضافي .
وفي الدقائق الاخيرة استمر التفوق الهجومي عراقيا ، وبدلا من الحذر والتحفظ في هذا التوقيت صعب التعويض ، فتح الانتشار العراقي الخطوط ، وابتسم الحظ للكانجارو في الدقيقة 118 ، حينما رفع لاعب الوسط الايسر مكاي كرة عالية بين المدافعين باسم عباس رقيب كيويل وقلب الدفاع البديل الصاعد أحمد ابراهيم، لتصل الي هاري كيويل ،فيسددها برأسه كطعنة قاتلة للآمال العربية والعراقية في استمرار الزحف ، ليخرج المنتخب العراقي من المعركة أخيرا بعد صمود كبير، ورغم بعض الاخطاء والكثير من التفريط في الفرص، إلا أنه لايمكن توجيه اللوم للاعبين ولامدربهم ، لان ماحدث قبل دقيقتين من نهاية الوقت الاضافي ، كان يمكن ان يتكرر في ركلات الترجيح خاصة ان المنتخب الاسترالي يمتلك شوارزر حارس فولهام وأفضل حارس يجيد التصدي لركلات الجزاء في الدوري الانجليزي .
عموما فإذا كنا قد خسرنا في مباراة قطر امام اليابان لسوء التكتيك ، وخسرنا في مباراة الاردن امام اوزباكستان لسوء التركيز ، فقد خسرنا في مباراة العراق امام استراليا لسوء التمركز في نهاية المباراة مع خطأ سرحان الدفاع .. تعددت الاسباب والموت واحد!!!
hima- المراقبالعـــام
- مشاركات : 1818
نقاط : 10415
الا شتراك في : 25/09/2010
العمر : 33
مواضيع مماثلة
» أفكار آسيوية 28: وفاة الكرة العربية.. واعتذار للشاعر حجازي
» سقوط المنتخبات العربية في كأس آسيا يدق جرس الإنذار
» فضل البدري على الكرة العربية
» قطر تزيح الستار عن كأس آسيا أمام أوزبكستان
» جيباروف لاعب أوزبكستان.. لن يمنعنا أحد من الفوز بكأس آسيا
» سقوط المنتخبات العربية في كأس آسيا يدق جرس الإنذار
» فضل البدري على الكرة العربية
» قطر تزيح الستار عن كأس آسيا أمام أوزبكستان
» جيباروف لاعب أوزبكستان.. لن يمنعنا أحد من الفوز بكأس آسيا
منتديات كورة :: كرة قدم :: الارشيف الرياضي :: كأس اسيا2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى